احلى المنتديات منتدى الزارات
مرحبا بك فى احلى المنتديات منتدى الزارات

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

احلى المنتديات منتدى الزارات
مرحبا بك فى احلى المنتديات منتدى الزارات
احلى المنتديات منتدى الزارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طيوبة

اذهب الى الأسفل

طيوبة Empty طيوبة

مُساهمة  Admin الإثنين أبريل 02, 2012 3:26 pm

طيوبة




د. عبد الرحمن حسان







طيوبة Th_254tye457yte54yte574ye574
طيوبة






كانت
طيوبة رمزاً لمعاناة الأبناء حين يتخلى أبوهم عنهم؛ فتكون المأساة،
ليشكلهم الشارع كيف يشاء، فالشارع أبوهم، والشارع أمهم والشارع خالهم
والشارع عمهم، فضلا عن ذلك كانت طيوبة محرومة من أعظم نعمة يتصورها إنسان!


كانت
طيوبة متخلفة العقل، والحكمة في ذلك عند الله! أمها كانت تبيع الكسرة في
سوق عطبرة، ترك والدها البيت وهرب، لذا فإن طيوبة كانت تعيش في داخلي منذ
الصغر وتركت في نفسي أثرا، لأن المجتمع قسا عليها أيضا ولم يرحمها، نعم
قليل هم الذين أشفقوا عليها، وكثير هم الذين طمعوا فيها وظلموها، طيوبة
حملت سفاحا من ذئب بشري عاقل! وجاءت بطيوبة أخرى، لتمتد سلسلة الضياع
والحرمان وتعيش مأساة أخرى تحملها طيوبة صغرى، هرب أبوها أيضا وخلفها في
زمن القسوة و النسيان، طيوبة الكبرى حملت ثانية سفاحا، ولكن هذه المرة صرخت
صرخة تصك آذان الكون وماتت، ذهبت طيوبة تبحث عن حقها عند المولي عز وجل،
لينصفها في مشهد مهيب، و يوم رهيب، تذل فيه جباه، وترتفع فيه جباه، كنا
نحسبها من سقط المتاع، ولم نفطن أنها كانت جندا من جند الله "وما يعلم جنود
ربك إلا هو"
سورة المدثر.

طيوبة
يا وجع القلب القادم من رحم الأرض، طيوبة أرض بكر تركوها دون رعاية ورغماً
من ذلك تحب الخضرة، تركت نهباً للأقوى فتارة تزرع غصبا، فتطرح وجعاً، و
تحصد قهرا، طيوبة يا وجع الأرض وقهر الإنسان.


كانت
طيوبة وردة الصباح، تزرع الأمل في الناظرين إليها بعيون شتى، ورغم اختلاف
لون عيونهم وطريقة نظراتهم إليها، إلا أن لونها الأسمر كان يعكس بعض الضوء،
فيحسر بعضا منه نظرات المارة فتنكسر إلي دواخلهم خجلا، كانت طيوبة تهدي كل
المارة وردا يفوح عطره عبقا، إحدى تلك الورود تقول: أعطاك الله نعمة العقل
فاحمد ربك، والأخرى تقول: لك بيت يؤويك وغطاء يحويك فاحمد ربك، وأخرى
تقول: لك أهل.. لك أمل.. لك حلم.. فاحمد ربك.


كانت
طيوبة وردة على قارعة الطريق تشع ألقاً يسر الناظرين، وعلى الرغم من ذلك
كانت في نظرهم وردة على قارعة الطريق، فكر والدي في نقلها داخل أسوار
منزلنا، قوبلت فكرته من جانب أصدقائه بأنها فكرة غير صائبة، فعيون الناس
تراها ساقطة، وألسنة الناس تلغو فيمن يحنو عليها أو يؤويها، وانتصر الجميع
على إرادة الخير القادم من قلب أبي، كبر والدي في نظري خاصة وأنني حينها
كنت في مرحلة التشكيل الخطرة، كانت طيوبة الجرح الغائر في النفس والإحساس
الملموس لظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وبرغم ضعفي الظاهر وقلة الحيلة كانت
فكرة نقل الوردة من قارعة الطريق هدفا أسمى أسعى لتحقيقه، وعندما امتلكت
القدرة على الفعل كانت طيوبة وردة الطريق قد ماتت. ولكنها تركت فينا جرحا
غائرا وألماً موجعا كلما زرت عطبرة أو قادتني قدماي إلى مثواه.


عجيب قلب هذا الإنسان ذو اللونين، فأحياناً أبيض كما الحليب على فطرته، وأحياناً كقطع الليل يخيف أخاه الإنسان أسود.

طيوبة خرجت من رحم الأرض، سأل الناس أين الأب، فأشارت بإصبعها!.. قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا؟

من مسؤول عنكِ يا بنت الأرض؟

كانت تهمس دوماً في أذني ... تشكو من وجع الأرض

كانت تطلب خبزاً ... وتقتات فتات الأرض

كانت تكتب في الأرض ... ازرع ظلما تحصد ألماً

كانت تكتب... ذهب الأب وجاء الكلب

كانت تكتب... الناس لونان ...أسود وضد.

طيوبة ملح الأرض.. طعم الشهد.. عين الطهر.. حلم الماضي .. نور الغد.
Admin
Admin
Admin

رقم العضوية : 01
عدد المساهمات : 3316
تاريخ التسجيل : 19/12/2009
العمر : 67

https://zarat.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى